كلمة رئيس الشركة
وَعَــدْنــا فَـوَفَــيْــنــا

“أنتم السبب لوجودنا,
يسرّني أن أُطلّ عليكم في أوّل عدد من أجنحة الأرز عام 1998، من موقعي الجديد رئيساً لمجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط.
ليست هذه تجربتي الأولى في الشركة. فقد كنت في الآونة الخيرة مُـتابعاً ملفّها لدى المساهم الأكبر: مصرف لبنان، ومولجاً مع نخبة من الأخصّائيين متابعة خطط إعادة بنائها. وإنّني أجدها مناسبة لأعلمكم بأنّ من أولويّــات أهدافنا: العمل على إرضاء المسافر، وتقديم الخدمات اللائقة به وبسمعة الشركة.
إنّ شركة طيران الشرق الأوسط إنجاز لبنان وجزء من تراث الوطن. وبالتالي مصدر إعتزاز لنا جميعاً. فمنذ ولادتها قبل نصف قرن، لم تتوانَ لحظة عن خدمة لبنان واللبنانيين، فكانت جسر اتّصال بين اللبنانيين المغتربين والمقيمين وحملت حضارتنا إلى كافة أنحاء العالم. وقد قامت بأدوار بطولية إبان الحرب، فأبقت أجنحة الأرز خفّاقة وقت تخلّت جميع الشركات الأجنبية عن لبنان. كما فتحت نافذة للبنان على العالم الخارجي، واعتنت بالمواطنين اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم معزولين عن وطنهم وأهلهم. وفي سبيل ذلك دفعت الشركة ثمناً باهظاً.
وقد خرجت الشركة من الحرب مرهقة هرمة، غير مزوّدة بما يلزم لمواجهة المنافسة الشرسة، فخسرت موقعها القيادي بين الشركات العالمية إلا أنها حافظت على تميّــزها وريادتها في الصيانة والسلامة. وكان لا بدّ من اتّخاذ خطّة جريئة وشجاعة لإنقاذ هذه الشركة الوطنية وللحفاظ على ثقة ودعم مسافريها، فقرّر حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة إعادة بنائها وإنمائها، وعيّن لها مجلس إدارة جديداً مؤلّفاً من فريق عمل متجانس وكفيّ لمواجهة تحدّي انبعاثها من جديد.
وكان لا بدّ لنا لمواجهة هذا التحدّي، من توجيه إهتمامنا الكلّي إليك أنت أيها المسافر المميّــز، متوخّين المحافظة عليك واسترجاع ثقتك ودعمك واضعين مصلحتك فوق كل قرار نتّخذه ووراء كلّ عمل نقوم به، لأننا نعي تماماً أنه بدونك، وبدون ثقتك ودعمك لن تكون هناك شركة.
إنّــك السبب لوجودنا،
وبالرغم من العمل الشاقّ والدؤوب الذي ينتظرنا، لنا ملء الثقة بأنّ إرادة وعزم مجلس الإدارة الجديد والتزامه المطلق لتحسين الخدمة وجودتنا ستمكّننا من التغلّب على الصعاب وتحقيق أهدافنا.”
تلك كانت كلمتي لكم قبل عشرين عاماً بعد تسلّمي مهامي رئيساً لمجلس إدارة الشركة.
اليوم، بعد مرور عشرين عاما أقول:
ستبقى السبب لوجودنا. لقد نجحنا بفضل وحدة وتماسك مجلس الإدارة وإخلاص الموظّفين وولاء المسافرين فتمكّنا من تحسين خدماتنا الجوّية والارضية وباتت شركتك الوطنيّــة تملك أحد أحدث الاساطيل الجوّية في العالم واستعادت مركزها الريادي.
اليوم، بعد مرور عشرين عاما أقول: وَعَدْنا فَوَفَيْــنا.
محمد عبد الرحمن الحوت
رئيس مجلس الإدارة ـ المدير العام
Loading...
Loading...
Loading...